إن مشاركتنا في المؤتمر العلمي الدولي الرابع للبحث العلمي ودوره في تنمية المجتمعات لم تكن مجرد حضور عابر أو نشاط روتيني، بل كانت محطة فكرية ومعرفية عميقة، مثّلت لنا شرفًا عظيمًا ومسؤولية جسيمة في آنٍ واحد. لقد وجدنا أنفسنا في قلب مساحة علمية فريدة جمعت باحثين وأكاديميين وخبراء من مختلف البلدان، جميعهم يشتركون في الإيمان العميق بأن البحث العلمي لم يعد ترفًا أكاديميًا محدود الأثر، بل أصبح ضرورة وجودية واستراتيجية حاسمة لبناء مستقبل أفضل لمجتمعاتنا.
لقد كان حضورنا في هذا المؤتمر فرصة ثمينة للتفكير الجماعي الجاد في واحدة من أعظم أدوات التغيير وأكثرها تأثيرًا: البحث العلمي. فمن خلال النقاشات الغنية، والعروض البحثية المتنوعة، والحلقات النقاشية المكثفة، لمسنا كيف يمكن للبحث العلمي أن يتحول من مجرد فكرة أكاديمية إلى محرك عملي للتنمية، وقوة دافعة تضع السياسات، وتوجّه القرارات، وتبني استراتيجيات تنهض بالأمة وتؤسس لمجتمعات أكثر قدرة على مواجهة التحديات.
وفي ظل ما نعيشه من تسارع غير مسبوق في التحديات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية والتكنولوجية، بدا واضحًا أن البحث العلمي لم يعد خيارًا إضافيًا، بل صار عنصرًا أساسيًا في بقاء المجتمعات وصمودها. لقد بات وسيلة استراتيجية لإيجاد حلول مبتكرة للأزمات، وبناء قدرات بشرية مؤهلة، ورسم مسارات تنموية قائمة على المعرفة والابتكار. وفي هذا السياق، لم يقتصر المؤتمر على الاستماع للمداخلات الأكاديمية، بل كان أيضًا منبرًا للحوار الحر وتبادل الرؤى والتجارب الواقعية بين مختلف الفاعلين، من باحثين، وصنّاع قرار، وممارسين ميدانيين.
لقد مثّل المؤتمر بالنسبة لنا رحلة معرفية متعددة الأبعاد، تداخل فيها البعد العلمي مع البعد الإنساني، حيث اجتمعنا حول طاولة واحدة لنفكر ونتأمل ونخطط معًا، واضعين نصب أعيننا أن البحث العلمي ليس غاية في ذاته، بل وسيلة لتحقيق غاية أسمى، وهي خدمة الإنسان وتنمية المجتمع، وضمان مستقبل مستدام للأجيال القادمة.
تعميق وعينا بأهمية البحث العلمي كقوة محركة للتنمية المستدامة.
اكتساب خبرات جديدة من خلال النقاشات مع خبراء من دول ومؤسسات مختلفة.
توسيع شبكة علاقاتنا الأكاديمية والبحثية بما يتيح فرص تعاون في مشاريع مشتركة مستقبلية.
إلهام الباحثين الشباب للانخراط في مشاريع بحثية ذات قيمة اجتماعية عالية.
تطوير مقترحات عملية لتفعيل مخرجات البحث في السياسات العامة والمؤسسات.
الاقتناع الجماعي بأن الأزمات المعاصرة لا يمكن مواجهتها إلا عبر المعرفة والابتكار، وليس بالطرق التقليدية وحدها.
إعادة صياغة دورنا كمؤسسات بحيث نكون مراكز إشعاع علمي ومعرفي، تدعم مسار التنمية وتفتح آفاقًا جديدة للأمل.
تعريف دور البحث العلمي في معالجة المشكلات المجتمعية والتحديات التنموية.
الربط بين مخرجات البحث العلمي والاحتياجات الحقيقية للمؤسسات والمجتمعات، بحيث تكون النتائج قابلة للتطبيق العملي.
آليات تعزيز ثقافة البحث العلمي في الجامعات والمراكز الأكاديمية والمؤسسات الحكومية والخاصة.
إيجاد استراتيجيات تمويل مستدامة لدعم المشاريع البحثية، بعيدًا عن الاعتماد على مصادر محدودة أو مؤقتة.
تشجيع التعاون الدولي والشراكات البحثية لتبادل الخبرات والاستفادة من التجارب العالمية.
تعميم نتائج الأبحاث ونشرها بوسائل حديثة تضمن وصولها إلى صانع القرار والمجتمع على حد سواء.
تطوير البحث متعدد التخصصات الذي يجمع بين العلوم الإنسانية والطبيعية والتكنولوجية لمواجهة التحديات المعقدة.
أستاذ أول في مناهج البحث والتنمية المستدامة
مؤسسة متخصصة في دعم الأفراد والمؤسسات لتبنّي ممارسات مستدامة، تعزز الكفاءة وتحقق توازناً متكاملاً بين الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية